شهداء الواجب.. واجبنا تجاههم

«يعتزم الأمن العام طبع عدد كبير من المواد الإعلامية والتوثيقية لتخليد بطولات وانجازات شهداء الواجب وما قدموه من تضحيات كبيرة للذود عن حياض ومقدسات هذا الوطن الغالي. أوضح ذلك مدير الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بالأمن العام العقيد الدكتور محمد بن عبدالله المرعول مشيراً إلى أن إدارته سبق وان جهزت حافلة خاصة لتذكر المجتمع بالبطولات والتضحيات التي قدمها شهداء الواجب من رجال الأمن في محاربتهم لأرباب الفكر المنحرف» .
نشرت «عكاظ» هذا الخبر الذي يُثلج الصدر، ويبهج الخاطر، فالوفاء قيمة نادرة وجميلة، غير أن خلود الذكر ليس هو الهدف الذي يتراءى لرجل الأمن وهو يقوم بواجبه، ويقدم روحه ثمنا لهذا الواجب النبيل. ويموت رجال الأمن مخلفين عائلات لا يعوضها الذكر الطيب – على أهميته – عما كان يعنيه وجود أبنائها، ولهذا فإن الوفاء لشهداء الواجب، ومكافأتهم على تضحياتهم، يتطلب أكثر من تخليد الذكر، وفي الواقع ما من شيء يمكن أن يؤدي واجب الوفاء لهؤلاء الشهداء، لكن أقل ما يمكن التفكير فيه بهذا الشأن هو تقديم بعض التعويض الملموس لعائلاتهم، فكثير من الشهداء ترك عائلة تفتقد عائلها الوحيد. وقد يسلم الشهداء أرواحهم تاركين خلفهم صغارا في مقتبل العمر، يتراءى لهم المستقبل شبحا مريعا، لا يعرفون كيف يواجهونه. وجزء من حق الشهداء علينا أن نضمن مستقبل صغارهم، ونيسر السبل أمامهم ليكونوا خير خلف لآباء وأخوة ضربوا أروع صور البطولة والإقدام.
وقد آن الأوان للتفكير في إنشاء جمعية أو هيئة وطنية خاصة، تتولى الإشراف على أسر شهداء الواجب، والبحث في احتياجاتهم، ومتابعتها، وتنفيذ خطوات إجرائية واضحة في هذا المجال، ومن شأن هذه اللجنة أن تكون مرجعا لتلك العائلات في مواجهة مصاعب الحياة وأزماتها. وأجزم أن مثل هذه اللجنة ستكون دافعا لرجال الأمن، نحو المزيد من العطاء، متكلين بعد الله تعالى على هذه اللجنة في القيام بما يجب من تعويض عن وجودهم لدى أسرهم.
إن رجال الأمن هم درع الوطن، وذخيرته، وظاهرة تكرار استشهاد رجال الأمن خسارة وطنية فادحة، وإن يكن حتمياً في مواجهة الفكر المنحرف المتربص بالوطن وبالأمة، غير أننا لا يمكن أن نقف أمامها مستسلمين، دون أن نناقشها ونبحث في تفاصيلها، لعلنا نفعل ما من شأنه أن يحصرها في حدودها الدنيا. ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن، ظاهرة صغر سن رجال الأمن، وهي ظاهرة لم نكن لنتوقف عندها لولا وضوحها ونصاعتها. وهي ظاهرة ينبغي الحد منها، سواء بوضع شروط مناسبة تفرز الصالح من غيره للعمل الأمني، أو بفرض دورات تدريبية عميقة وغنية، تعوض نقص النضج العمري، بخبرة عملية وميدانية عالية. فلم تعد مهمة رجل الأمن تلك المهمة السهلة، بل هي مهمة عظيمة تتطلب مواصفات خاصة في هذا المرحلة الزمنية التي يتربص فيها الإرهاب بأمن بلادنا مستهدفا مكانتها الريادية في العالم.

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070624/Con20070624120365.htm

ربما يعجبك أيضا