الحضور الثقافي للمرأة السعودية.. و”مفاجأة الدوري”

مكة

السبت 6 صفر 1436 – 29 نوفمبر 2014

كنا نتحدث منذ سنوات خلت عن تعامل الوسط الثقافي السعودي مع منجز المثقفة السعودية، من موقف متعال، إذ يقيّمها من منظور يراها كائنا محدود القدرات، يقاس بمعايير منخفضة، فيكون أي تفوق لها «مفاجأة الدوري»، كما كان يقال. وظننت أن هذه النظرة المتعامية عن الواقع اختفت تماما، في ضوء المعايير العالية التي عملت في إطارها المثقفة السعودية، فخرجت أعمالها عن المحلية، هذا إذا تجاوزنا إنجازات المرأة في المجال العلمي، التي رفعت اسم الوطن بحصاد جوائز عالمية في مختلف المجالات.
ما أردت قوله، إن هذه النظرة رغم انحسارها الكبير، ما زالت تطل بوجهها القبيح بين حين وآخر، حتى إنها تتخذ أقنعة متعددة، ومن أقبح أقنعتها، أن تعامل المرأة في محفل ثقافي ما، في حدود أنثويتها، وتفرغ من حضورها الفكري، فيصبح الحوار بينها وبين المثقف الرجل – بين لحظة وأخرى – حوار الجسد لا العقل. يختار المثقف حينها أن يكون ذكرا، ويتجرد من صفته الفكرية، ليخاطب الأنثى، في غزل صريح غير مبطن.
أنا لا أرفض أن يكتب الرجل عن المرأة، وأن يكون الرجل موضوع عمل نسوي، بل لا أرفض حتى الأدب الايروتيكي، فالكتابة حرية، لكن الكاتب ينبغي أن يفرق بين المرأة موضوعا لنصه، والمرأة المثقفة التي تقف أمامه ندا وشريكا فكريا. ولذلك أرفض تماما أن يخاطبني – كامرأة – كل ذكر يقف على منصة ما، بصفتي تمثيلا حيا لموضوع نصه، فذلك امتهان لخصوصيتي، وامتهان لخصوصية النص لو كانوا يعلمون!!
أقول أيضا: تحت هذا القناع – الايروتيكي في باطنه – يعيد المثقف المرأة لصورة الكائن المحدود القدرات، حيث إنه يفرغها من الفعل الفكري، لتنحصر فرصها في أن تكون موضوعا له فحسب، فإن قالت، فلن تعدو أن تكون ربة الخلخال التي يصغي لرنين خلخالها، وإن فكرت، فسيكون كل ما تقدمه «مفاجأة الدوري»، وبئساً حينها للمنجز، وللإنجاز، وللفكر والثقافة!!
وسامحوني..

ربما يعجبك أيضا