الهاشتاق وإدارة الفعل المعرفي المجتمعي

مكة

السبت 21 ربيع الثاني 1435 – 22 فبراير 2014

يشهد الواقع كل يوم أن حياة الإنسان -الفرد/ المجتمع- تتجه لتكون في عالم التقنية دائرة شبكة معقدة وتفاعلية على كل الأصعدة، حيث لم يعد الجمالي فيها ينفصل عن التاريخي، ولا النفعي عن الأخلاقي.. إلخ
وتدخل الشبكات الاجتماعية الالكترونية لتكون جزءا من تلك الشبكة المجتمعية، فاعلة ومنفعلة، فما إن تطرح قضية حتى يتم نخلها وتقليبها في أقل من دقائق، وتعتصر جوانبها الفكرية بشتى الأساليب: جدية وسخرية وتأملا وتصويرا، بواسطة عقول ما كان لها أن تجتمع في عالم الورق، وتشع جوانب القضية لتؤثر في الأفراد وفي المجتمع بعدد انعكاساتها الرؤيوية
وهي بذلك تمثل أوضح تطبيق في التاريخ لمفهوم “انصهار الآفاق”، وأعظم استثمار له
ويأتي مفهوم انصهار الآفاق من بيئة فلسفية وجودية جمالية، استُعمل ليفسر دور التفاعل الذهني -بواسطة الخبرات الفردية- في بناء معنى النص وقيمه الجمالية ومحمولاته الوجودية عبر التاريخ
يحدث ذلك عبر تفاعل القراءات المتعددة والمتعاقبة عليه، إذ تُعدّ كل قراءة انزياحا واختلافا مع القراءة التي تسبقها، وإضافة إليها
ومن هنا يمنح انصهار الآفاق قيمة للاختلاف، حيث يقرأ كل قارئ النص على أفق معرفي وشخصي وأسلوبي، تضيف للفكرة أبعادا لا تقتصر على المعنى الفكري فحسب، بل على أسلوب تقديمها، ومختلف جوانبها التي لا يمكن توقعها بعدد قرائها والمتفاعلين معها، ما يحوّل الكلمة لمنتج فكري فاعل، قادر على التغيير، وعلى بناء الفكر ومضاعفة الفعل الفكري، بحيث يصيب بعض المؤسسات بالحذر تجاه شبكات التواصل الاجتماعي، التي تتجاهل إيجابياته، وتنحبس في إطار ما يكشفه من سلبياتها

ربما يعجبك أيضا