مهرجان الباحة الشعري.. بانوراما لعبقرية الشعر السعودي

مكة

السبت 21 محرم 1436 – 15 نوفمبر 2014

شرفت بدعوة نادي الباحة الأدبي، للمشاركة في مهرجان الشعر العربي الثاني، وكنت متشوقة جدا لحضور هذه التظاهرة الشعرية، لأني عرفت بالتجربة أن فرسان نادي الباحة، ممن لا يضعون أيديهم في عمل إلا وخرج منها ببصمة لا يخطئها طالب الجمال والتميز والاحتراف. ولن أكون أول من صرح بهذا، ولا آخرهم، من أبناء البلاد أو من خارجها، فمما يميز النادي احترافيته في بناء أنشطته الثقافية، على عمق علمي، مؤسس على خبرة أكاديمية وإدارية، لأعضاء إدارة النادي، وجدناها في ملتقيات الرواية، قبل مهرجاني الشعر.
كان مهرجان الباحة الشعري فرصة للجمهور ليحظى بإطلالات شعرية لشعراء الوطن العربي، وكل منهم انتقى أجمل ما لديه، ليلقيه على مسرح نادي الباحة الأدبي، لكنه كان أكثر من ذلك، مجالا للتعرف بوجوه الشعر في المملكة، الشعر بمدارسه المختلفة، وبأجياله. استمعنا للقصيدة العمودية الباذخة مع الفائز بجائزة المهرجان، الدكتور صالح الزهراني، واستمعنا لقصيدة التفعيلة المطرزة ببصمة الشاعر الفذ علي الدميني، الفائز الآخر بجائزة المهرجان، وأحد من حملوا الشعر السعودي للعالمية، وأسمعوا صوت العبقرية الشعرية السعودية (من به صمم)!
شهدنا تجارب وتجريبا شعريا، من أصوات قلما تجتمع بهذا الكم والكيف، فكان المهرجان بمثابة بانوراما للشعر السعودي، قدم للمتلقي – باحثا ومحبا للشعر- لوحة شاملة، توفر جهد البحث، موسوعة ناطقة، يشهد فيها المتلقي تجربة الشاعر بصوته، وبتعبيره الخاص، يشهد ولادة المعنى، وتشكله، ولحظات نموه، جماله، وعبثه، شقاءه وشقاوته، حتى اكتماله ناضجا في ختام القصيدة، حين آخر سكتة، يتنهد بعدها شاعر متعب، وقد ألقى حمولته من الشجن!!
وكما حظي الجمهور بشعراء حملوا أجمل ما لديهم من نصوص مجنحة، قدمت من كل بقاع البلاد، حاملة من كل مكان عبقه الخاص، حظي الشعراء بجمهور مختلف، جمهور من الشعراء والنقاد، فكانت حوارية جمالية، استحقت أن تترك أعمق الأثر في نفوس الحاضرين والمشاركين.
…. فشكرا لا يحد ولا يعد نادي الباحة.. وعذرا لاعتذاري عن المشاركة، وكرمكم يسع معذرة ابنتكم وقد وسع أبناء العروبة “من الماء إلى الماء”*..

ربما يعجبك أيضا