التقنية السريعة والأدب الشبابي.. نسخة رديئة من روايات الجيب!

مكةلسبت 7 محرم 1436 – 01 نوفمبر 2014

أتأمل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على النتاج الأدبي للشباب كتابة وقراءة، وأتتبع صفحات مهتمة، كتابة وقراءة. ويمكن ملاحظة أن تطبيق تويتر- بالمقارنة مع فيس بوك – يضع حدودا تنتج نسخا أشد رداءة من الكتابات، لكنهما يتساويان في جنايتهما على الأدب الشبابي، بما يضخه التكوين التقني لهما من طابع السرعة، الذي يتناقض مع فكرة التأمل والتذوق، كجوهر للكتابة والقراءة الأدبية.

أصبح إنتاج النص وقراءته مثل وجبة سريعة نتناولها على الطريق، فلم تعد جماليات الأدب، هي قناة الاتصال بين الكاتب والقارئ، بل المعنى المجاني المباشر، والأثر المبتسر يكتفي قارئ الأدب التويتري والفيسبوكي بالمرور بعينه على المتاح من معناه، ليستوعب ما يحتويه خط الزمن (Time line) في حسابه، والذي هو بدوره خليط من اهتماماته السياسية والاقتصادية.. إلخ.
يمكن لمس أثر هذه الظاهرة، في النتاج الكتابي لبعض الأسماء، الذي هو (غالبا) تجميع رديء لإنتاج الكاتب في تويتر والفيس بوك، و(سواليف) ربما كانت حوارات واتس اب أحيانا (وربما سنكتب يوما عن أدب الواتس اب!!). وتتفاقم جناية التقنية في الترويج السريع لهذا النتاج، بين فئة المراهقين والشباب، ما يبشر بجيل قادم، لا يعرف عن الأدب، إلا أنه جملة عاطفية، أو فذلكة لغوية ليس فيها من الفن شيء، ويكفي أن نتصفح العناوين المنتشرة بين الشباب، لنتعرف على هذا الجيل، وأن نرى إقبالهم على ما يسمى روايات الانترنت، ولها جمهور واسع، وهي (سواليف) تذكرنا بروايات الجيب، إلا أنها تفتقر حتى للسلامة اللغوية!!
ويقودنا الحديث عن جناية التقنية على الأدب الشبابي، إلى وسيط تقني قديم، هو المنتديات الثقافية، وعلى العكس من تويتر والفيس بوك، وفرت المنتديات بيئة خصبة للمثاقفة، وتبادل التجارب، وفق معايير عالية، لا مجال فيها للكتابة والقراءة المجانية. وفي تلك البيئة صقلت كثير من المواهب، ومنها خرج معظم الأسماء المنتجة حاليا، على خلفية تنافسية عالية، على المستوى العربي، محققة إنجازات لا مجال لذكرها.
وهذا لا ينفي عن التقنية السريعة جانبها الإيجابي، فهي سلاح ذو حدين. وبالنظر لإيجابياتها، استقطبت المثقفين والأدباء، والمؤسسات، كوسيلة اتصال لتبادل المعلومات، والتجارب، وكوسيلة إعلامية فعالة، للأحداث الثقافية الهامة، فماذا علينا أن نتخذه من إجراءات لتوسيع الجانب الإيجابي على حساب السلبي؟ ولإنقاذ مستقبل الأدب، من قبضة المجانية والنسخة الرديئة من روايات الجيب؟

ا

ربما يعجبك أيضا