عن المناقدة.. من مفكرتي!

مكة

السبت 8 شعبان 1435 – 07 يونيو 2014

أذكر أكثر مرة (وسأستدعي بعض الزملاء الإعلاميين هنا) كيف كنت أعترض على تلقيبهم إياي بالناقدة، في معرض حوارات صحفية قصيرة. وكان لي أسباب موضوعية عديدة، لا تمت من قريب ولا من بعيد لقناع التواضع، وهو قناع (سامحوني) لا أحبه، ربما لأني لا أملك ما أتواضع بسببه أصلا..
كان أحد المبررات احترام الإنجاز (لا أقول الأكاديمي وحده، مع أنه بذاته إنجاز)، بل الإنجاز الفعلي للناقد. والكلمة الإعلامية يا سادة مسؤولية ثقيلة، ينبغي حتما أن تتوخى الدقة، لا سيما إذا توسطت مجالا قائما على المساءلة والمحاسبة في جوهره كالنقد.
ليضع الإعلامي في حسبانه على سبيل المثال لا الحصر: كم قارئا بسيطا سيقرأ عن (الناقدة) أسماء الزهراني، ويتلقف فيما بعد كل ما تكتبه من سفسطات على أنه عين النقد ورأسه وسنامه. وكم قارئا متخصصا في الجانب المقابل سيقرأ للناقدة أسماء الزهراني فيسقطها من أخلاقيات الكتابة ومسؤولية الكلمة. وكم قارئا أجنبيا يهمه الاطلاع على أدبنا وثقافتنا سيقيس منجزنا المحلي بما أنتجته هذه الأسماء الزهراني فيظلمه ويبخسه حقه.
من هنا كانت كلمة (ناقد) وكل كلمة يوثقها الإعلامي لا سيما الداخلة في أحكام القيمة مسؤولية، وراءها ما وراءها وليس أقله ما ذكرته هنا. ومن حق القارئ أن يسائل الكتاب والإعلاميين، وينقب عما وراء الكلمات، لا سيما تلك التي تتعلق بساحة مرتبكة كالنقد المحلي. فبكلمة واحدة يضاف لهذه الساحة التي تشتكي الفقر والضحالة ناقد، من حق القارئ أن يتساءل عن نتاجه. مثل هذا القارئ ينبغي أن نشجعه ونضاعف وجوده الصحي في مساحاتنا الثقافية القاحلة، لا أن نقرعه ونعتبر فعله من قبيل الشخصنة.

في جانب آخر ينبغي أن نفسح للكتابة الناقدة الحرة، إننا بحاجة لمنح القارئ حرية التعبير عن رأيه ما لم يطل شخص الكاتب. نحن بحاجة لفتح باب المناقدة الفاعلة، التي ليس من الضرورة أن تتم وفق طقوس التيمن برضا الكتاب وراحتهم في طرق نقدهم.

ربما يعجبك أيضا