على مسافة 9 ليال من الميلاد

على مسافة 9 ليال من الميلاد

على مسافة ٩ ليال من الميلاد

“أدرْ دفة الفجر، خذ أرق الليل بالناصية
ترجل، وفرِّق حنينك في السكك الخالية

أرِقْ وجع الحب في قدح الغيب، ثم اتخذ
حكاياته سُرُجا في متاهاتك الداجية

ولا تتعثر على طرق الغد بالذكريات
وحرر لياليك من أذرع القلق القاسية”

مضيت وفي جعبتي من حروفي سهام
أصبت بها كبد الحزن بالضربة القاضية

حروفي على شفة اليل أغنية من حرير
ترش سنى الفجر عطرا على الأعين الساجية

تصالحت فيها مع الشعر بعد جفاء طويل
وقد رفعتني على جدرٍ بيننا عالية

برفق تعالج بي عطشا مستبدا
إلى النغم العذب، ترتق ذاكرتي البالية

وأمنحها شغفي، تتهادى على صفحتي
توجه أشرعتي، أستجيب لها صاغية

وتستل أسئلة دفنتها السنين بروحي
فيسبق قلبي اليراع لوجهتها التالية

أحررها من عيون تحاصرها بالكمال
فتطلق فيّ حنينا إلى الوزن والقافية!

دعتني لها سكرة الروح في كفن من جفاف
وجاءت على قدر تطرق الأعين الغافية