الاحتفال باليوم الوطني تتويج لمسيرة وتوثيق لسيرة

مكة

السبت 24 ذو القعدة 1435 – 20 سبتمبر 2014

فوجئت وأنا أسأل طالباتي، مع قرب اليوم الوطني: ماذا تأملين من وطنك؟ وماذا يأمل منك وطنك؟ فوجئت بأن هناك كثيرا من الأحلام مختزنة في قلوب طالباتي، وسماوات من الإرادة، لا تحدها العقبات.
صورة للوطن تشكلت ذلك الصباح، لم أكن لأتخيلها قبل مناوشة قلوب الصغيرات المتطلعة، أحلام مبتكرة الروبوت، وغدي كاتبة المسرح، والجوهرة القاصة المبدعة، ورؤى التي تخطط لاكتشاف دواء من مادة طبيعية، كلهن طالبات متقدمات ليتخصصن في مجالات صحية، منهن طبيبات المستقبل، ومن تخطط للتخصص بالصيدلة، وممرضات حلمهن أن يلبين نداء الوطن، في كل مكان.
كشف لي ذلك الحوار عن عدد من الطالبات خريجات برنامج موهبة، وحاصلات على مراكز متقدمة في مجالات علمية، ومبتكرات، فلمست بوضوح ثمرة هذا البرنامج، برعاية من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله، ودفعني لأراجع ما أسفرت عنه هذه التجربة، وما تسفر عنه كل يوم.
واليوم أشعر بفخر وأنا أتجول في مواقع نادي الطلاب، وأطالع التنظيم المتقن، لحدث “تيدكس”، بكل حماس ودافعية، وحدث “تيدكس” الذي تنظمه جامعة الملك سعود للعلوم الصحية هذا العام، وجه مشرف من وجوه الإنجاز لشباب وطننا.
ورأيت في هذه النماذج عنوانا لاحتفالية دائمة بحب الوطن، ليست محصورة بيوم، وتمثيلا حقيقيا للانتماء للوطن، ليس محدودا بشعارات.
وليس الاحتفال باليوم الوطني سوى تعبير عن هذا الانتماء، وتتويجا لهذه الإنجازات، يوم يتنافس فيه كل مواطن ليبرز ما قدمه لوطنه، وما يحلم بأن يقدمه، وتتبارى المؤسسات: جامعات ووزارات وقطاعات أعمال، كل واحدة لتكون الأفضل في العطاء والإنجاز.
ويوم يطل فيه الوطن بفجر جديد، في كل المجالات، مضاعفا مساحات العطاء، وطاويا مسافات الزمن، في قفزات نحو الغد، وتقدم في مختلف المجالات، ليكون كل يوم من أيامنا يوما وطنيا مجيدا، يليق بمهبط خاتمة الرسالات السماوية.

ربما يعجبك أيضا