إحجام النقد أم شوفينية المبدع؟!

مكة

الأحد 15 ربيع الثاني 1435 – 16 فبراير 2014

يبدو أننا مضطرون في ظروف استقطاب غير عادية، تمتد لتشمل ممارسات الحياة كلها: اجتماعية وسياسية وفكرية، لتبرير كل ما نفعل ونقول، ولذلك سأبصم بأصابعي العشر أن كلماتي التالية لا تؤشر على أشخاص بعينهم، إنما على ظاهرة في المشهد الثقافي، لا يستثنى منها إلا قليلون، ورؤية من موقعي. وما سأضطر لاختصاره –التزاما بحجم الزاوية- هو ظاهرة ارتباك تقدم المشهد الفكري السعودي: إعلاما، وفنا، وثقافة، وإبداعا. وسأكتفي –فيما يخص الإبداع الأدبي خاصة- بسبب مطروح دائما على لسان المبدع، هو غياب النقد البنّاء، ولست أدري ما يعني المبدع بالبناء؟ أهو الذي يقف عند الاسم لا العمل؟ أم هو الذي يحاور العمل باحترام لذاته ولذات العمل كيانين مستقلين؟أنواع النقد كافة مرت على مشهدنا الإبداعي، وتفاعلت معه، بل لعله محظوظ بحضور عقول ناقدة من بيئة غير محلية، حاضرة لأسباب العمل في جامعاتنا، أو في مختلف مؤسساتنا. ومهما كان منهج الناقد وأهدافه، كان على المبدع أن يخرج من قيد مصطلح (النقد) بظلاله الثقيلة، المتضمنة إبراز القيمة: سلبا وإيجابا، إلى فضاء القراءة، غير الملتزمة سوى بالتفاعل الجاد، في حوارية مفتوحة على الاتجاهات كلها. وحين يفعل المبدع ذلك، فسيكون كل تفاعل مع نصه قراءة مثمرة، يشكر الله أن استحقها عمله، من ناقد جهبذ، أو من قارئ ذواقة، لكن هل حدث هذا؟إن واقع المشهد الإبداعي المحلي لم يستفد من التنوع في القراء، سلبا وإيجابا، ومناهج ومدارس نقدية وفكرية، بل ظل يراوح مكانه، في طور مبتدئ، لم يقدم ما يذكر على مستوى الإنجاز، والاشتغال على التطوير، بصرف النظر عن إجهاد المطابع بكل ما يقال وما لا يقال. لقد ظل المبدع يدور حول نفسه، ويصنف البناء وفق هواه، بل يبدو أننا وصلنا لمرحلة سيضطر فيها الناقد لإرفاق سيرة ذاتية مع كل قراءة يقدمها، ليقتنع حضرة المبدع

ربما يعجبك أيضا