من الطب إلى اﻷدب! نهضتنا الفكرية والهواء الراكد

مكة

السبت 19 شوال 1435 – 16 أغسطس 2014

لقد أعجبت جدا بجائزة قرأت عنها في مجال أبحاث الطب المتخصصة بالسرطان، خصصت تحديدا للأطباء الباحثين الشباب، دون سن اﻷربعين. وفاز الطبيب الفذ الدكتور متعب الفهيدي، اﻷستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية بجدة، بمركز متقدم فيها. وأثارت هذه الجائزة في ذهني عددا من الأسئلة الشجية، تدور حول نهضتنا الفكرية من الطب إلى اﻷدب!!
وكانت القاصة والكاتبة اﻷستاذة ليلى اﻷحيدب قد أثارت في صفحتها على الفيس بوك قضية مهمة، تتعلق بوضع المناسبات الثقافية، من جهة تكرار الوجوه واﻷسماء ذاتها في معظم المناسبات. وبديهي أن تتهم ليلى ومعها من يؤيدها بتهمة اتخاذ موقف رد فعل على منظمي هذه المناسبات، نتيجة عدم شمولها بدفتر دعوات مفتوح، لكل مناسبة ثقافية.
موضوعنا مكرر بحد ذاته، لكن تكراره مؤسف، كون الظاهرة التي يتناولها ﻻ تزال تحكم المشهد الثقافي، على الرغم من كثرة الحديث عنها دون خلاف يذكر، بل لقد امتدت لكل النطاقات العقلية العلمية والأكاديمية وحتى اﻻجتماعية. وماذا يعني هذا أكثر من كوننا مجتمعا يلد نفسه، ويراوح مكانه في سلم النهضة الثقافية والعلمية واﻻجتماعية؟!
إنه يعني أكثر، فمن المؤسف أن المسؤول عن هذه الظاهرة هم رواد النهضة في كل مجال، فمن يكبت الحركة هم دعاة الحركة، ومن يقيد عقل المجتمع هم رواد عقل المجتمع. هؤﻻء الذين بدؤوا مسيرة الثقافة والعلم من الطب إلى اﻷدب، هم من ﻻ يزال يعيد إنتاج ذاته، مكبلا رئة المجتمع عن التنفس، وأيدي شبابه عن اﻹنجاز، الذي ﻻ ينمو إﻻ في جو التواصل وتبادل التجارب.
وأتساءل عما ينقصهم؟! ألم نكبر على تجاربهم، ونتنفس شذاها الجميل، حتى كدنا نكتبهم غيبا؟! نفتح الصحيفة لنتنفس شيئا جديدا من الفكر والشعر والرؤية، فلا نجد إﻻ الهواء ذاته، راكدا إﻻ من تلك اﻷسماء التي ولدنا على خط أقلامها، أو ممن يعبر من نافذة، مفاتيحها بأيديهم!!
ختاما عزيزي القارئ، أكتب وذلك الدفتر المتخم بعشرات الدعوات العلمية والثقافية، متاح لي، لكني أتحدث كقارئ وكطالب علم، أختنق بالهواء الفاسد، الراكد في أفضل اﻷحوال!!

ربما يعجبك أيضا