!ما تخبئه الحقيبة

ما تخبئه الحقيبة!

أمي!

وتعتذر اللغات

وتنحني قامات أحرفها

أمام قداسة الوجه الموشح بالضياء


غادرت دون وصية بشغاف قلبي

يا صلاتي للحياة

لم هكذا تنسل روحك من جوانحنا على عجل؟!

ولم تعرف من الأحلام غير الانتشاء بعطر ثوبك

تحت وقع خطاك

تنقش سر رحلتنا البريئة للصباح

غير طعم بخورك العدني

رائحة الضحى المخبوز في دفء الكفوف السمر

يا أمي

أما تدرين؟!

أن الرحيل بلا وداع خنجر..

ما زال يمعن في اغتيال طفولتي..

ما زال يحبسني بثوب كنت أعثر فيه حين لبسته بيديك..

ثم رقصت حتى هدَّني فرحي!

ونمتُ..

صحوتُ فيه..

ظللتُ أكبر فيه

حتى ضاق بي..

ويظلّ مشطك في يدي

خصلات شعري تسأل المشط الحزين

عن الغناء العذب..

عن إغفاءةٍ جذلى بحِجرك

بينما عيناك تعبر – من براءة غفوتي – وجعَ النهار

أمي .. انتظرت وخانني حتى حنين الانتظار

وأحن للرقص البرئ على ضفاف عيونك العسلية..

أشتاق رائحة الصباح ودندناتك تخبزين الفجر

ثم تعلقين الشمس خلف حقيبتي

وتهمسين: “إلى الحياة بنية!”

ما زلت أستجدي الحقيبة خبز أمي

فجر أمي..

شمس أمي..

لا تطاوعني الحقيبة..

لا تطالعني الحبيبة !!

ربما يعجبك أيضا