كل موت وأنتم بخير

المداد المدى
والمداد المدامع حين تمل الهطول
والمداد المداري بأيدي الصبايا
يصفِّفن أهداب حلمٍ تؤرِّقه همهمات الذُّبول
والمداد المدائن ضجّت بأكفانها
يصطفيها المحبّون في كل عيد
بلونٍ جديد
أصدقاء السلام
منذ عامٍ يعدّون كعك التسامح
يبنون في كل مقبرة
كشك حلوى وبرج حمام
السلام إذا ذر قرن الغزالة
في مطلع العام
سوف يحلّ على دارنا بحلول الجليد
هكذا قال أستاذنا المستنير سعيد
مرّ عامٌ
وقافلة الموت لم تختتم بعد جولتها
والصغار على ضفة الليل في حلقات
يرسمون ملامح بابا نويل
وانقضى الليل لم يأت
فانتظروا قرب باب الصباح
عندما أرهق الانتظار النهار
بحثوا في الثرى المستباح
نبشوا بعض أسراره
كان محتقنا بالجراح
في ثوانٍ كسا الاحمرار العيون الصغيرة
وانتثرت شهب ثم طارت ضفيرة
صاحت هدى : قد أتى يا صغار
هلموا لنقتسم العيد من يده
تحسس جعفر معطفه القرمزي
ومد جلال يداً لا أصابع فيها
وعدتُ أنا بالهدايا لوحدي
على كلّ باب تركت بطاقة
كتبتُ مقاطعها بأصابع كفي المعاقة
كلّ موت وأنتم بخير
كلّ موت وأنتم بخير

ربما يعجبك أيضا