لون هذا المساء

الشواطيء خاصمها الموج
وازورّ عن مقلتيها النهار
والمراكب فرّت بأحزانها
أطلقتها الحبال التي التف فيها السأم
والفنار الذي توهته الجهات
وما عاد بوصلة للذهول
شد أوراقه حين أعجزه لون هذا المساء
وأسلم فرشاته للذبول

المحاريب ضجت بأصنامها
والمصاحف أسقمها الهجر
والأفق بوابة الانتحار
يا لهذا المساء
حقيبته امتلأت بالحكايا
وكل الموانيء تعرف وطأته
ولا زال دفتره مشرعا للبكاء

المنابر تنزف حبر الوقائع
والطرقات تجمّعه في الزوايا
لتغمس فيه المواجع أقلامها
المجالس تعقد كل انحدار
تراجع تقويمها للضحايا
العراة الضحايا
الجياع الضحايا
الحروف الضحايا
في الختام تتوه الحدود
ويختبيء الجمع خلف المرايا

يا انتحار الفصول
الضياء انحسار
فتية آمنوا بالخلاص
فآواهم الليل في ظلمات الزوايا
يبيعون للوهم أحداقهم
والبقية يأتمرون بما فرّ من حدقات النهار
البقية منشغلون بما فاض عن صفقات الكبار
وما بين مطلع شمس ومغربها
يتساقط من لم يحدد من الأفق موقعه
تتلاشى من اللون أطرافه
يتحدد لون المساء
وشيئا فشيئا
تضج الشطوط بأحزانها
والمراكب يسكنها الليل
والموج يسلبه الصمت مواله
والفنار الذي توهته الجهات
وما عاد بوصلة للذهول
سيجمع أوراقه حين يعجزه لون هذا المساء
ويسلم فرشاته للذبول

ربما يعجبك أيضا

شفق