الرحلة إلى معرض الكتاب .. مسافر بلا هوية!

مكة

الأحد 29 ربيع الثاني 1435 – 02 مارس 2014

نحن على مشارف أهم تظاهرة ثقافية وطنية، أعني «معرض الرياض الدولي للكتاب»، حيث تتحرك في نفس كل مهتم – في هذا الوقت من كل عام- شجون وشجون.يتذكر المرء كم من العوائق عليه أن يجتازها، ليحصل على مكافأة البطل في نهاية القصة (زيارة معرض الكتاب بالرياض). يتذكر المرء تحطم هويته كمواطن على حاجز المركزية، التي تغلغلت في البنية المدنية، والمؤسساتية في الوطن، وطالت حتى الثقافة، حيث يضطر المواطن لشد الرحال للعاصمة، باحثا عن كلأ الحياة، ومختلف ضروراتها: الصحة، والمعاملات الوزارية، حتى كتابٍ يتيم، ملقى في زاوية مكتبة من مكاتب الرياض المركزية الضخمة!وتكتمل شجون المواطن المثقف والدارس بمعرض الرياض الدولي، الذي يضطر للرحلة إليه كل عام. لم يعد الكتاب اليوم مطلبا كماليا، ومظهر ترف، بل أضحى من أساسيات الحياة المدنية، مع الاحتياج للتخصصات الدقيقة، في البنية المدنية، ونشاط الحراك الثقافي، واتساعه ليخرج من ضيق النخبوية، إلى فضاء الشعبوية، إذ لكل مواطن اليوم الرغبة والحق في معرفة ما حوله، والمشاركة فيه. ولله ذاك المسافر إلى الرياض، الرياض التي لا تؤدي إليها كل الدروب، بل هو درب وحيد مفروض فرضا، فلا خيار غير طائرات الخطوط السعودية (ومع ذلك تشكرنا الشركة على اختيارها في كل رحلة!). وهي تفرض ألف قيد وقيد على المسافر، فعليه أن يحجز قبل موعده بشهر، وإلا زادت تكلفة سفره ماديا ومعنويا، كلما اقترب الموعد، حتى تنعدم فرصته تماما في الحجز قبل موعده بأسبوعين.كل ذلك ليجد طريقه للرياض، بلد المليون حاجة، وحاجة (للمواطن)

ربما يعجبك أيضا