من ارشيف انكساراتها1

تمشي على استحياء ، وحول البئر تتزاحم المناكب ، تنتظر أن يفسح لها أحد معبرا صغيرا ، يطول الانتظار ، وليس ثمة من يحمل عنها الماء ، فتقرر المضي ، تنتقش في أنحاء كيانها آثار الزحام ، تفيض مياه مالحة من كل جسدها ، تحمل حروقها وتمضي .

ملأت جرتها ، وبالكاد خرجت من الزحام بنصف ما في الجرة ونصف ما في الروح ، تتعثر خطاها لكنها لا تملك خيارا غير المضي ، التوقف في نقطة تعامد الذهول مع التيه هو انتحار ، والانتحار فكرة تتقيؤها الأعماق .


لا تدري لم خلقت أصابعها والقلم متعانقين ، الحواجز بينهما ملغية لكنها تقيم له الف حساب ….. ثم لما رأى القلم أن انكساراتها في ازدياد متسارع قرر أن يحررها من الصمت ، حاورها كثيرا عن استعداده للحركة بيدها كيفما شاءت ومتى شاءت ، حاول أن يقنعها أنه خلق لكي يترجم ، لا عمل له غير ذلك ، فرفضت أن تختزل وجوده في الترجمة ، لطالما قال ما لم تسطع قوله ، لطالما امتشق سيف الكلام دونها ، يجابه ثورات الضمير ، وينبش ظلمات الوجدان حين يغرق في طوفانات الحيرة . توحدت معه ، امتزاج الروح بالحبر ، وليس سهلا أن تراق الروح في أي مكان وأي مناسبة .
لم تختارين الهزيمة قبل أن تفكري في المواجهة ، قال لها

  • لآن خبرتي في الهزيمة أكبر من خبراتي في المواجهة
    -ربما لأنك لم تحظي بمواجهة عادلة
    -ربما

ربما يعجبك أيضا