ذات غفلة وهم


لم أعرفْ قبلك إلا أنت
أتشبّث في أطراف لياليك
إذا أثخن في خاصرتي الفجر
أذرع نحوك بيداء العمر
أملأ قنديل الحلم الذّابل
من ذاكرة حكايات الجدات

كان أم لم يكن
في قديم الزمان وفي سالف الأغنيات التي
دُفنتْ حيّةً في تجاعيد وجه الزمن
كان أن ولدتْ ذاتَ غفلة حزن
( غيمةٌ تحتضر)
قيل قد سكبتْها على صدر بيدرنا
ذات غفلة حزن
فخبّأها في عيون السنابل
في تمتمات نسيم السحر

ورآها الصبية ذات عبث
تتمايل في ثوبٍ أبعد إشراقا من وجه فرح
راهن أكبرهم أن يغنمها دون قتال
أهداها قوسَ قزح
فانزلقت في درب اللاعودة
سقطت في قلب البيدر من يدها
حبة قمح
لم تعرف قبلك إلا الوهم

تشاطره الدفء في أمسيات الشَّتات
فيمنحها قضمةً من رغيف الحياة
ويقتسمان السهر

كان أم لم يكن
كان في سالف الأغنيات
التي احترقت في هجير الضجر
أنها ذات غفلة وهمٍ رأت غيمة تحتضر
جدلت من ذهول السنين الحبال
أمعنتْ في السفر
فانتثر القمح من شعرها
طار بعد حدود النظر
انتشى صدرُ بيدرنا
واستعد لمولد سرٍّ جديد
وحبة قمح

أكثر إشراقاً من وجه الصبح

ربما يعجبك أيضا