اليمامة*

وقفتْ
تستميحُ أناملَها الشعرَ
تهجس بالزمن المتسلّل من تحت أظفارها
وهي تستكتِبُ الصّخرَ خيباتِها
تتأوّلُ لونَ ضفائرها
بسطورٍ من الهدْب
مغموسةٍ بدم القلب

هاؤم الشجرُ المتعطشُ للدم
يقتاتُ وجهَ الزمان
يَؤُمُّ مداراتِنا
ويمدُّ جذورًا من الليل
في قلب تاريخنا
واليمامةُ مشغولةٌ
بزفاف الصغيرة للقبر
حتفَ أناملها
اليمامةُ
غصّتْ بأشجارِها اليوم
ترعَفُ بالثأر
تَضفُر أرواحَها السَبع
سبعةُ أبوابِها تتبلّج عن ألف خنجر
اليمامةُ
باءتْ بأوزارِ عرَّابِها
بأكاذيب أعرابِها
بصراخ الصغيرة
موءودةَ الحلم
لم تكترث لنداءاتها
منذ ألف نبوءة
اليمامةُ
وانشقّ وجهُ اليمامة عن نصف روح
تسافر في وجعٍ سرمدي
تفتّش
عن جسدٍ للحضور
وعن لغةٍ لا يجلّلها العار
عن نبعِ مغتسلٍ باردٍ
لم تزرْه الخطيئة
اليمامةُ
يا لليمامة
تخفضُ اليوم أجنحةَ الذل
من رحمةٍ للقريب
خطُّ هجرتِها للصّباح
تخبَئُه في حنايا الدروب
وتلعن غرقدها
الـ : يشرب الظَل
يخطف لونَ النهار

ـــــــــــــــــ

ربما يعجبك أيضا