يا لهيباً عـاث بالصّـدر إليك اليـوم عنّـي
طُفْ على غيري فقـد ملـّت عذاباتـي منّـي
ما ترى يغريـك بالقلـب الرضـيّ المستكـنّ
أدمـن الآلام واستعذبهـا مـن كـل لــون
لم يعـد يفـزع للطـارق فـي الليـل المجـن
ماترى غير هشيم الروح مني سـوف تجنـي ؟
يا دموع الحزن في الطـرف الكسيـر المجهـد
لسـت أدري أيهـم تبكيـن أمسـي أم غـدي ؟
أم تـرى ترثيـن حلمـاً مـات قبـل المولـد ؟
أم تداعـي خطوتـي خلـف سـراب الموعـد ؟
أم بقايـا أمـل يـذوي اختناقـا فـي يــدي ؟
يـا شعاعـا ضامـراً أودعتُـه سـرَّ حياتـي
بعـض أشـواقٍ عِـذابٍ وشظايـا أغنـيـات
هل ترى طيف صغيري ؟ غاب والفجر مُـوات
راح يلقى اليوم بحرا غاضبا والمـوج عـات
انطلق فـي دربـه وارفـع حجـاب الظلمـات
وائتلق في موعـدي عبـر ضبـاب الأمنيـات
لم تزل يـا بحـر يستهويـك أفـذاذ الرجـال
عشقوا فيك التحـدي ومضـوا عبـر المحـال
لم يخافـوا فتـك أمـواج علـت شـم الجبـال
غرهـم حلمـك يـا بحـر وعشـق للمعالـي
لـم تـزل تفتنهـم لـؤلـؤة غـيـر الــلآل
فاتئد يـا ثائـر الأمـواج وارفـق بالغوالـي
عُدْ حبيبي غيمةً تختال فـي جـدب سنينـي
عد وبدِّد غربـة الـروح وتسهيـد الجفـون
عد وميضَ البـرق مـزِّق ظلمـاتٍ تحتوينـي
ليـس لـي بعـدك إلا همهماتـي وظنونـي
وعذاباتي وأشعاري وبعـضٌ مـن جنونـي
فلتعـد فرحـة قلـب وابتهاجـاً فـي العيـون