ما العيد ؟ هل هو في تمايل ضحكة
رقصتْ على شفتَي محب مغرم
ما العيد ؟ هل هو في اجتماع أحبةٍ
تَلِفوا على درب الفراق المؤلم ؟
أهو التسامح في ظلال أخوَّةٍ
يخبو لساطع نورها الحقدُ العمي ؟
أهو التسامي عن مواجع أمةٍ
من مأتمٍ تسري _ الزمانَ _ لمأتم ؟
ما العيد ؟ أسأل ، والجوانح لم تزل
تصغي لصوت تساؤلاتي المبهم
ما العيد يا قلبي ، وأي قصيدة
لم يستبح دمها ثرى الحزن الظمي ؟
أوَفيك للأعياد موطيء فرحةٍ
تركته قافلة الأسى لم يُهدَم ؟
أو لم تزل تهذي بعزٍّ سالفٍ
تسري إليه على جناح توهُّم ؟
يا عيد بلِّغ في العراق أحبةً
عبثت بهم كفُّ الصليب المجرم
أنا نسينا العيد في أحداقهم
قد جال فيها دمعها كالعندم
أَنّا أضعنا العيد في طَيّات تاريخٍ بهامات النجوم مُرَقَّم
ورمى علينا الحزنُ من أثوابه
ما كاد يذهب باليقين الملهِِم
يا عيد سائل في العراق أحبةً
وقفوا على أعتاب يأسٍ معتِم
هل تاه دجلةُ عن مواطيء خيلنا
لما تماهى الدمع فيه مع الدم ؟
وتربّصت بالفاتحين يد الردى
تبدي لهم وجه المصير المظلم ؟
إذْ لان صلب المستحيل لهمة
شمختْ على أفق الطموح الآدمي
فعنا لها قلب الطبيعة صاغرا
لتخطّ ميثاق الخلود المبرم
هذا المثنّى يرسل العقبى لكم
لتواصلوا درب الفخار المُعلَم
ما القوة العظمى سوى أسطورة
ستخرّ يوما لليقين الأعظم
لغة الهزائم لم تكن يوما لنا
واليأس في قاموسنا لم يعجم