لا تقولي جُننتِ
فقد جُنّ فيّ السكوت
لا تقولي هو الطيش
بل هي أسئلةٌ تصطلي باعترافات حلم يموت
يستغيث بي الحلم
تهتف بي القرية الظالمو أهلُها
ما تحدر من أغنيات البراءة
بين منامات أرواحهم
لا تقولي هو الظلم
ما عاد يجدي العزاء
ولا تغرزي الصدق في أذرعي
لا تصبي على زيت صبوات نبضي نار الندم
لا تميطي سواد الخطيئة عن نزف روحي
فقد ملّها طهرها
قبل أن يتطهر من نزفها إثمها
لا تلمي ظلالي
فما عدت أذكر كيف تكاثر أولها
كيف فرّ من الموت مغزلها
لا تعدّي خطاي
فما عاد للدرب ذاكرة
وأنا مِشيتي غادرتني على مفرق الغيم
بين انحناءة أمس وتكشيرة الغد
أنظم إيقاع يومي
أدوزن آلامه
وأرتب للغد آثامه
غادريني
وكفّي عن الركض بين خطوط الضمير
عن النبش تحت شطوط الجفون
عن الطرق فوق انحناءات روحي
عن الركض
والنبش
والطرق
فكّي تمائمك الخضر عن أذرع الغد
كيما تباركها الطرقات
غادريني
فقبلك قد غادرتني الحياة
سوف أنصب للطيبين عيوني
الـ يساقون من نبضهم
سوف أكنسهم من شفاه الطريق
لتسلك درب الغواية
كيما تعود لتبرق ضحكتها في عيون الحيارى
الـ يساقون من نزفهم
سوف أعتنق الكره
أشرع أوردتي للغضب
سوف يستلني من بياضي الوجع
سوف يقلع قلبي عن حمقه
أو أوزّع في الجدب أسهمه
سيبيع الخرافات
يملأ بالوهم ما اصطف في دربه من دلاء
أو أمزقه وأبعثر أشلاءه في العراء