وفي 2019 لا نزال على قيد الأمل…
اختلاف العقول والأفهام وبالتالي وجهات النظر ولد الاختلاف وهو اختلاف طبيعي فطري تثبته وتؤكده فطرة اختلافنا وتمايز عقولنا ونظرتنا للأمور وأفهامنا تبع لعوامل شتى من التعليم والتنشئة والخبرة والممارسة والفكر والتأمل, لكن ماذا عن الحاجة .. أليست تعد سببا في اختلاف أفكارنا وبالتالي وجهات نظرنا ؟
ما يدفعني لهذا هو قراءتي مقالين في جريدة واحدة وفي يوم واحد وحول قضية واحدة هي قضية السكن الذي يشغل اهتمام غالب الأسر السعودية التي تشكل نسبة الشباب نسبا عالية منها ، ويقلق راحتها … مقالين حول مشروع (مساكن) أولهما يدافع عن المشروع باعتباره مشروعا استثماريا من جهة، ومن جهة أخرى المؤسسة التي تديره وهي التي تدير معاشات تقاعد كل الموظفين السعوديين . وجاء المقال ليمجد الفكرة ويدافع عن المؤسسة التي هي ليست خيرية بالطبع , ويفصل المستفيدين منها .. حتى أنه وصل إلى أنه لا مشكلة حقيقية في الإسكان لدينا بوجود صندوق التنمية ومشاريع الإسكان الشعبي ، وطبعا هذا البرنامج الذي سيخدم فئة معينة فقط من المواطنين بشروطه الصعبة..
وجاء المقال الثاني على نحو مناقض, حيث يجيء من جهة أن كاتب المقال الأول يستغرب حملة الانتقاد على مشروع مساكن، حيث تحدث المقال من واقع الحاجة الملحة للمواطن السعودي في الفوز بوحدة سكنية، وكيف أن المشروع ناهيك عن شروطه الصعبة وفائدته المركبة أو الثابتة غير الواضحة، والتي لا تبتعد كثيرا عن ما تقدمه البنوك الربحية , فهو قد ضاعف من أسعار الوحدات والأراضي، وبالتالي زاد من تكلفة السكن وفائدة الربح , وما يدفع هذا الكاتب أيضا لرأيه حاجة المواطنين لسكن مناسب بسعر مناسب يتماشى مع دخولنا وتحولات الأسعار ومتطلبات الحياة الأخرى.
كما أن المقال الأول ركز على جانب الحاجة من خوفه على بعزقة معاشات التقاعد التي تحمى مستقبل السعوديين ، جاء الثاني من واقع الحاجة أيضا لكن على نطاق السكن. وهنا يظهر هدف المشروع وهو السكن وبالتالي أجد نفسي أقف مع المقال الثاني لتوافق هدف المشروع مع حاجة الناس, بينما أنا ضد المقال الأول حيث أنه أغفل المشكلة التي دعت للمشروع بل إنه يكاد يكون استخف بها من خلال ما يسمى بصندوق التنمية والإسكان الشعبي , وركز على هدف المؤسسة الأساسي وهو المحافظة على دخول ومعاشات المتقاعدين. وهنا يبرز أن المؤسسة بتحولها إلى النهج الاستثماري ، منذ أمد طويل ، حيث تبلغ ثراوتها المليارات, استغلت مشكلة السكن وأصبحت تقتات عليها من خلال مساكن.
*المقال الأول
مساكن.. خرشتم (الخراشي).. حرام عليكم!
يوسف بن أحمد العثيمين
*المقال الثاني
ماذا حقق لنا مشروع “مساكن”؟
عبدالرحمن الخريف