مكة
السبت 23 ذو الحجة 1435 – 18 أكتوبر 2014
ﻷكتوبر حكاية في كل عام، منذ أن اكتسى بلون الزهر، علامة على الحياة المتجددة. يطل أكتوبر كل عام فيفتح نافذة الوعي على قيمة الثقافة الصحية، وكيف تكون قاعدة للحياة السليمة، وضرورة ملحة في ضوء تعقيدات الحياة المدنية، وتضاعف ما تؤول به التقنية على حياة اﻹنسان.
يدفع اﻹنسان ثمن التقنية فادحا، إذ يخترع أسباب موته، في سبيل الحصول على الرفاهية، ويربي أصحاب رؤوس اﻷموال ثرواتهم على جثث البسطاء، والسبيل الوحيد لتفادي هذا الثمن هو نشر الثقافة الصحية. وهذا هو ما تؤديه منظمات الصحة خلال أيام السنة، من تخصيص أيام ومواسم للتوعية بمختلف مهددات الصحة العامة، ومن أبرزها تخصيص أكتوبر من كل عام للتوعية بمخاطر سرطان الثدي، وسبل الوقاية منه.
لن أخوض في تفاصيل مجالها صفحات التخصص، لكني أشير لثمرة هذا المجهود التي بدأنا نراها إقباﻻ من الجمهور المستفيد، ومن شرائح المتطوعين، للمشاركة في الفعاليات التوعوية، وتعميق أثرها اﻻجتماعي التوعوي بكل الوسائل الممكنة. نتج عن ذلك تقدم ملحوظ في مواجهة خطر السرطان، عبر ممارسة الكشف المبكر، واﻹجراءات الوقائية اللازمة.
وما شهدته مدينة جدة هذا اﻷسبوع من تكاتف كل المنظمات المعنية ﻹبراز هذا الحدث، ودفعه ليؤتي أكبر أثر مطلوب، شيء يدعو للتفاؤل. ولعل أجمل ما يشهده المتابع للفعاليات تفاعل الشباب والشابات تطوعا مع هذه اﻷنشطة المجتمعية، ما يشير لقفزة حضارية نوعية على مستوى الوعي والممارسة المدنية، فالمدنية بالدرجة اﻷولى هي ممارسة فردية ومجتمعية، تدعمها مؤسسات الدولة. وبهذا الوعي بالمسؤولية المجتمعية تتقدم البلاد وتحجز مواقعها في سلم الحضارة والمدنية.