عصفور واحد باليد


رفض قوي من داخلي للكلام، لكن شيئا يجمع الكلمات من حواف الجوف، يكنس الغضب كنسا، وهذا جيد، لكن المشكلة اين سيتم تفريغ ما في المكنسة؟
ندمت حيث الندم لا محل له من الاعراب، وقمت الى المرآة وشتمت الوجه المتطلع بخوف داخلها، لم يكن أبي هو من زرع على رقبتي هذا الوجه الخائف، بل انه كان حريصا ان يمنع تكون أي ملمح من ملامحه، كان موسوسا بان يلمع تمثاله الاثير من حين لآخر، بيجماليون لكن بيد أب هذه المرة، ومع مرور السنين بدأت تتكون ملامح الوجه المرتعب، ليس لأن الزمن يؤثر قط في جسد تمثال طيني مشوح جيدا بالنار والجليد معا، لكن لان علامات الحياة التي بدأت تتخلل مسام التمثال صارت تهدد بتغيرات في غياب الفنان الذي وحده يمكن ان يصلح ما بدأه، اغتسلت كثيرا من تلك الثرثرات، رغم انها اخرجت من جوفي الكثير من القبح، انما لم يبق باليد غير عصفور اعتذار واحد، ان لم يجد له غصنا يحط عليه، فسيعود ليفقأ عيني التمثال، سيفقد أهم ثغرة تتسلل منها الحياة والخطيئة معا…

ربما يعجبك أيضا